ماردين (Mardin) هي المدينة التركية السادسة والعشرين من حيث عدد السكان، تقع جنوب شرقي تركيا وتقع بعض أجزائها على نهر دجلة حيث تحد سوريا من جهة النهر. وتُعد ماردين أغنى المدن التركية من حيث الآثار التاريخية والمعمارية والمزيج والتاريخ الحضاري المتنوع والمميز.
تُعد ماردين أحد مدن حضارات ما بين النهرين حيث وفدت إليها الحضارة السومرية والأشورية والبابلية والسريانية والبيزنطية والإسلامية "العباسية والسلجوقية والعثمانية"، هذا التنوع الحضاري جعلها تحتضن أجمل الآثار المعمارية الفنية الساحرة والعديد من الديانات المتنوعة الناتجة عن تنوع الحضارات الوافدة، كما هناك تنوع عرقي ولغوي كبير في ماردين حيث هناك عدد كبير من متحدثي اللغة العربية واللغة السريانية واللغة السومرية واللغة البابلية واللغة الكردية واللغة التركية.
ومن جانب سياحي ماردين مدينة فخمة ومناسبة جدًا للسياحة التاريخية والثقافية المعمارية المميزة لمحبي التاريخ والمهتمين بالآثار التاريخية والحضارية التي توجد بكثافة في ماردين. وإلى جانب هذه السياحة الثقافية يمكن لزوار ماردين الاستمتاع بجو سياحي ترفيهي من خلال زيارة ضفتي نهر دجلة شديدتي الخضار والطبيعة الساحرة.
الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في ماردين
ـ جامع ماردين الكبير: بعد قدوم السلاجقة الأتراك لبلاد الأناضول وفتحهم لماردين في القرن التاسع للميلاد عملوا على بناء بعض المعالم والآثار الإسلامية في ماردين لإضفاء الروح الإسلامية على المدينة. يتميز جامع ماردين برونق معماري جميل وعريق في الوقت نفسه، فهو يستحق الزيارة وللاستمتاع بجماله الذي يُثبت مدى براعة السلاجقة في العمارة.
ـ دير الزعفران: دير سرياني تاريخي ضخم يحتوي مدرسة ومعبد ومكان لإقامة الرهبان والطلاب والضيوف وكلية طب يُقال بأنها أول كلية طب يتم افتتاحها للتعليم الرسمي عبر التاريخ. يوجد بداخل الدير العديد من الكتب الدينية المكتوبة باللغة السريانية والتي يأتي على رأسها الإنجيل. يرى زائر دير الزعفران مدى براعة الفن المعماري القديم الساحر.
ـ السدود المائية والسجون السومرية: الحضارة السومرية هي أول حضارة منتظمة ظهرت عبر التاريخ. وترجع فكرة إقامة السدود المائية لتجميع مياه الأمطار واستخدامها في الصيف إلى الحضارة السومرية التي تملك براءة اختراع في هذا المجال، كما يُعد السومريون أول من أقاموا السجون لمعاقبة من يعارض دفع الضريبة للدولة.
هذه وغيرها الكثير من المعلومات الثقافية والحضارية يمكن معرفتها من خلال زيارة السدود المائية والسجون السومرية في مهدها في ماردين من خلال الرونق المعماري والهندسي الدقيق للسدود والسجون الذي يسحر الأعين ويثير الفضول خاصة بأن هذا السدود تم تأسيسها منذ آلاف السنين قبل الميلاد.
ـ مدرسة القاسميّة: أُنشئت في عهد الحضارة الأرتوكلوية الإسلامية التي تنحدر من عروق تركية عربية مختلطة. تم إنشاء المدرسة بهدف تلقين علوم الدين وبعض علوم الدنيا لأطفال وشباب ماردين. وتحتوي المدرسة على عدة فصول دراسية وبيت لإيواء الطلاب ومطبخ طعام.
ـ متحف صابنجي: يعود البناء الذي تم تحويله إلى متحف في الأصل للحضارات السريانية والأرمنية التي سكنت ماردين في إحدى الفترات التاريخية، وبعد تأسيس الجمهورية التركية تم تحويل هذا القصر إلى متحف تاريخي يحتوي على العديد من الآثار التاريخية المتنوعة والتي تعود لعدد كبير من الحضارات التي استوطنت ماردين.
ـ مدرسة زينجيرلي: مدرسة أرتوكلية أنشاءها الملك الأرتوكلي ملك نجم الدين عيسى بن المظفر عام 1385، وهي مُجهزة بكل ما يحتاجه الطلاب للدراسة. وكانت تُعد إحدى المدارس الحديثة والمميزة في ذلك العهد، عماراتها الهندسية فريدة ومميزة على مر التاريخ.
ـ متحف ماردين: هو عبارة عن قصر تم إنشاؤه سنة 3500 قبل الميلاد من قبل حضارات ما بين النهرين، وفي عام 1942 عملت حكومة الجمهورية التركية على تحويله إلى متحف تاريخي وأضافت إليه العديد من بقايا الآثار التاريخية العريقة.
ـ قلعة ماردين: هي من أقدم القلاع التحصينية، أنشاءها السومريون واستخدمها البابليون والآشوريون والفرس والروم والأمويون والعباسيون والسلاجقة والأرتوكليون. وهي قلعة ضخمة مبنية في مكان استراتيجي مُستحكم يحمي ماردين من جميع جهاتها.
ـ جامع لطيفية: من بقايا الحضارة الأرتوكلية العريقة معماريًا، أنشأه والي مصر ضياء طيار باشا عام 1371 في عهد الملك صالح الملك أحد ملوك الحضارة الأرتوكلية الإسلامية، كما لعب القائد العسكري في ذلك الوقت عبداللطيف بن عبدالله دورًا كبيرًا في إنشائه، الأمر الذي جعل اسم المسجد يُنسب إليه.
ـ المياه البيضاء النابعة من نهر دجلة: بعد الجولات الثقافية في ستقوم بها في ماردين لا بد من الذهاب إلى المياه البيضاء الموجودة في منطقة نصيبين شرقي ماردين، حيث تتميز المياه البيضاء بنقاءها وصفائها ويوجد بها العديد من المقاهي المطلة على نهر دجلة حيث يمكن الجلوس على الأرض وترك الأرجل داخل مياه نهر دجلة الشافية للعديد من الأمراض.