مدينة قيصري توجد مدينة قيصري في مقاطعة قيصري التي تقع وسط تركيا، ويطل عليها الجبل الشاهق إرشييس الذي يعتبر ثالث أعلى الجبال في تركيا ويبعد خمسٌ وعشرون كيلو متر من مدينة قيصري وهي من أشهر المناطق في الأناضول، فهي تعتبر العاصمة لإقليم الأناضول، وهي ذات حضارات قديمة ولها تاريخ عريق؛ حيث إنّها تتمتع بالتراث الصلجقي والعثماني الأصيل، وسكّانها مسلمون محافظون على التقاليد الدينية ومتمسكين بها. تُعرف هذه المدينة بأنّ عادات وتقاليد ساكنيها مشابهة كثيراً للشعوب العربية وخاصّةً بلاد الشام، ومن مميّزاتها بأنه لا يتم اختلاط الرجال والنساء في شوارعها، ولا تُقدّم خموراً في مطاعمها المتواجدة فيها، على عكس المدن الكبرى في تركيا كأسطنبول وأنقرة التي يُعرف بأن سكان هاتين المدينتين غالبيتهم مسلمون.
الأماكن السياحية في مدينة قيصري
تعرف هذه المدينة منذ القدم بأنّها مدينة جذابة تمتلك إمكانات سياحية وتتنوع طبيعتها؛ فهي وعلى مدى التاريخ أحد أهم المراكز التجارية في الأناضول؛ حيث إنّها جذابة للسياحة الخارجية والداخلية؛ فغالبيّة سياحها أتراك، كما يرتادها سيّاح من جنسيات مختلفة ومن كافة بقاع الأرض، وتمتاز بتوفّر فنادق متنوعة لمختلف المستويات.
من أكثر العلامات البارزة في قيصري هو جامع المدينة، وهو جامع هوناط هاتون الأثري، وسمّي بذلك نسبةً إلى الأميرة هوناط سلطان ابنة أحد السلاطين في عهد السلاجقة، وهي من أمرت في بناء هذا الجامع وسميَّ باسمها، وتمّ بناؤه عام 1238م، وكان ذلك بعد أن أشهرت الأميرة إسلامها وتركت الفراعنة، كما أنّ الجامع يحتوي على مئذنتين الأولى وهي الأعلى والتي بنيت في عهد العثمانيين، وتمّ بناء المئذنة الثانية في عهد السلاجقة، وهذا الجامع يتربع وسط مدينة قيصري، وكان بمثابة مطعم يُقدّم وجبات غذائية للفقراء والمحتاجين.
تشتهر المدينة بوجود العديد من الأسواق تحت الأرض وفوقها؛ فهذه الأسواق تعرض السلع والمنتجات المختلفة ومن بينها الصناعات المحلية الفاخرة، وتعتبر هذه المدينة على الرّغم من أهميتها وتاريخها العريق غير معروفة للمجتمعات العربية، لذلك تمّ تسويق المدينة في السنوات الأخيرة الماضية لجذب السياح العرب من قبل الجهات المعنية في تركيا؛ حيث تتواجد فيها جميع المقومات الملائمة للعائلات العربية نظراً للتشابه الكبير في الانتماء الديني والعادات والتقاليد والمجتمع المحافظ، وبالتالي فإنّها تعتبر المكان الملائم لاستقطاب السياح العرب.
وجود أول مستشفى في مدينة قيصري والذي تمّ إنشاؤه في أوروبا كلها، وكان ذلك عام 1206م الذي كان مخصّصاً لعلاج المرضى النفسيين في زمن السلاجقة الذين اعتبروا المرضى النفسيين مرضىً يحتاجون إلى العلاج، وكانوا يعتبرونهم في أوروبا مجرمين ولذلك تمّ وضعهم في السجون.
تتميّز مدينة قيصري بوجود أكبر الأسواق المغطاة خارج إسطنبول، وتضمّ أكثر من خمسمائة محل تجاري، كما توجد قرب مدينة قيصري منطقة تشهد أطول قناة للمياه تحت الأرض؛ حيث يتمّ نقل المياه للمناطق الزراعية عبر نهر قريب وذلك لري المزروعات.
توجد منطقة يحيا علي (يحيالي) في مدينة قيصري؛ وهي منطقة ساحرة تتميّز بمناظرها الخلابة، وانتشار البساتين فيها والمزروعات والأشجار المثمرة والشلالات الطبيعية، كما وتشتهر بصناعهتها للسجاد اليدوي الفاخر.
ـ قبة ألاجا الهرمية: أشهر معلم خاص بمدينة قيصري، يُروى أن هذه القبة تم إنشاؤها من قبل الأمير الأموي جمال الدين بن محمد عام 1280، وكانت تُستخدم لتوفير مكان لإقامة الصلاة للمارين من المدينة، تُعد من أهم الآثار التاريخية العربية الإسلامية في تركيا.
ـ مدينة غاراما التاريخية: توجد مدينة غاراما بالقرب من جبل "إرجييس"، تم إنشاؤها من قبل الحضارة الحِثيّة القديمة وتوالت عليها الحضارات الآشورية والموناتية، وهي مدينة تاريخية لا يُعرف تاريخ إنشائها، لكنها تُعد مكانًا ساحرًا لعشاق التاريخ والآثار التاريخية الحضارية القديمة.
ـ متحف جوهر نسيبة التاريخي للطب: قيصر التي تُعد مركز للعلوم والفنون المختلفة، تتميز بالزيارات اليوم الهائلة والمستمرة من قبل العديد من السياح حول العالم. تم إنشاء متحف جوهر نسيبة بناء على أمر أخت السلطان السلجوقي "غياث الدين كيخسرو بن قلج أرسلان" السلطانة "جوهر نسيبة" ليكون مشفى للمرضى في مدينة قيصري، وفي عام 1206 تم الإنتهاء من بناء المشفى وبدأ بتقديم خدماته للمرضى، وبعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923 تم تحويل المشفى إلى متحف للآثار والأدوات الطبية التي استخدمت في عهدي الدولتين السلجوقية والعثمانية.
يحتوي المتحف على ألبسة الأطباء الرسمية في عهدي الدولتين السلجوقية والعثمانية و صور للسلطانة "جوهر نسيبة" وسرر خاصة بالمرضى ومكتبة طبية وبعض أدوات الجراحة. متحف جوهر نسيبة مفتوح على مدار خمس أيام من الأسبوع ويُغلق المتحف أبوابه أمام الزوار يومي السبت والأحد.
ـ متحف قيصري التاريخي: تم افتتاح متحف قيصري التاريخي عام 1969، وكان الهدف من افتتاحه عرض تاريخ المدينة بشكل تعريفي وتفصيلي منتظم.
ـ مدينة أغيرناس الأرضية: مدينة أغيرناس الأرضية هي مدينة بيزانطية، أنشاءها البيزانطيون في الأيام الأولى لقبولهم المسيحية، وكانوا يبنون مدنهم تحت الأرض خوفا ً من بطش ملوكهم الذين كانوا لم يؤمنوا بعد، وكانت المدن الأرضية البيزانطية تحتوي على الكنائس والبيوت والمطابخ وأماكن الجلوس المشتركة ونوافذ التهوئة وغيرها الكثير من العناصر التي كانت تشكل الحياة في ذلك العصر.
ما زالت مدينة أغيرناس تحتفظ بالعديد من أثارها التي تعتبر جاذبة وفاتنة لعشاق التاريخ القديم.
ـ بحيرة بالاس توزلا: توفر بحيرة بالاس توزلا لزوارها أجواءً فريدة بجمالها الباهر وطبيعتها الخلابة، ويُعد الحيثيون أولى القبائل التي قطنت بالقرب من البحيرة، تلاهم قبائل بني ذولقادر التركية ومن ثم الدولة العثمانية. تُعد بحيرة بالاس توزلا مكان رائع وفاتن لمحبي الطبيعة والهدوء.
ـ شلالات كابوز باشي: تتكون سلسلة شلالات كابوز باشي من 7 شلالات، تبعد عن مركز المدينة 75 كيلو متر وتتميز بطبيعة جميلة لا بد من زيارتها خلال الرحلة السياحية إلى قيصري، جمال الطبيعة الباهر يتجلى في سلسلة شلالات كابوز باشي، فاحرصوا أن تكونوا من الزائرين لها.
ـ وادي هاجر: جدير بوادي هاجر الذي يتحوي على العديد من أنواع النباتات والأشجار أن يفتن ويُبهر زائره، لما يحتويه على جمال وبهاء طبيعي، كما يوفر وادي هاجر ممارسة رياضة تسلق الجبال لمن يرغب بممارستها وسط أجواء الطبيعة الشذية.
ـ جبل إرجييس للتزلج: جبل أرجييس هو الرمز أو المعلم الأساسي لمدينة قيصري، يتميز ببياضه الناصع طيلة فصل الشتاء، يبعد عن مركز المدينة 25 كيلو متر ويبلغ ارتفاع قمته 3 ألاف و916 كيلو متر، وبذلك تُعتبر قمة أرجييس أعلى قمة جبلية في الأناضول، يشكل جبل إرجييس مركز مميز لممارسة رياضة التزلج الشيقة، ويزوره سنويًا الألاف من السياح الداخليين والخارجيين.