مدينة الجن المعروفة باسم ديرنكويو، تقع مدينة الجن في عمق يصل إلى 51 متراً تقريباً تحت سطح الأرض، وتُعتبر واحدةً من الاكتشافات الأثريّة العجيبة في الدنيا، ويعود الفضل في اكتشافها إلى أحد سُيّاح مُحافظة منطقة وسط الأناضول في تركيا، وهي عبارة عن مَدينة أو بئر له سراديب كبيرة الحجم وعميقة وطَويلة. من الجدير ذكره أنّ مدينة ديرنكويو أو مدينة الجن تُعتبر مدينةً مُتكاملةً من حيث مساكن العيش والمطابخ والممرات، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الغُرف الدينيّة والمقابر كبيرة الحجم، وتشير الدراسات الأثرية إلى أنّ بناء مدينة الجن قد جاء لغايات ردع المخاطر والتخفّي عنها وخاصّةً عن تلك الصخور الكبيرة المُتدحرجة التي كانت تغزو مداخل المدينة وتسدّ المنافذ لها. يشار إلى أن الطبقة الأولى من المدينة يعود تاريخ بنائها إلى عام 1400م تقريباً، وتُشير التوقعات التاريخية إلى أن عمق المدينة يتجاوز خمساً وثمانين متراً إلا أن ذلك لم يُثبت قطعياً، وتمتاز المدينة بتصميم داخلي مثير للدهشة؛ حيث يمكن لها أن تستوعب ما يفوق عشرة آلاف شخص تقريباً. هندسة وطريقة البناء تتصف هندسة بناء مدينة ديرنكويو بالصعوبة والدقة؛ حيث تعتبر الصخور البركانية الليّنة هي أساس البناء في المدينة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ هذه الصخور تشكّل أعمدة لتسند طبقات الأرض التي تعلوها. يشار إلى أنّ مهندسي بناء قد أكدّوا أنّ بناء مدينة الجن تحت الأرض بهذه الدقة والدهشة يُعتبر بمثابة تحدٍ كبير لأي حضارة أخرى، ويصل الوصف لبناء المدينة إلى أنها معجزة لا تقلّ قيمة عن أهرامات الجيزة. ما أثار دَهشة علماء الآثار والمُهندسين أنّ سراديب المدينة وممرّاتها لم تتعرّض لأي كوارث انسدادية، وأصبح أمر بناة المدينة موضع شك بأن يكونوا قد امتلكوا أحد أنواع التكنولوجيا المعاصرة لوقتهم في بناء المدينة. طبقات المدينة وحجراتها تَمتاز مدينة الجن بأنّها تصل إلى عمق يفوق الـ 85 متراً تحت الأرض، وعلى الرّغم من هذا العمق الكبير إلا أنها مجهّزة لعيش نسبة كبيرة من الرّجال والأطفال والنساء، كما توفّر المدينة وسائل لراحة سكانها أيضاً. يُشار إلى أنّ عُلماء الآثار لم يتمكّنوا من اكتشاف سوى ثلاث عشرة طبقة تحت مستوى سطح الأرض، وتتوفّر في المدينة أعداد وافية من فتحات التهوية التي تُتيح عبور الهواء النقي حتى أدنى طبقات المدينة. بالإضافة إلى ما سبق تتألّف المدينة من عدد من الغرف كبيرة الحجم، ووفق التقديرات فإنّها تتّسع لعدد من السكان يفوق 20 ألف شخص تقريباً، بالإضافة إلى المعابد وخزانات الطعام والمجاري المائية.